نظّمت كلية الهندسة وحدة الديمقراطية وحقوق الإنسان ورشة علمية توعوية عبر تطبيق Zoom بعنوان “النفاق الوظيفي ودوره في التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب – رؤية حقوقية ومجتمعية” قدّمتها مدير وحدة حقوق الإنسان في الكلية الدكتورة إسراء عبد علي كاظم بحضور عدد من الأساتذة والطلبة
هدفت الورشة إلى تعزيز الوعي الحقوقي والفكري في الوسط الجامعي، وتسليط الضوء على العلاقة بين النفاق المؤسسي والإحباط الوظيفي وانعدام العدالة ودور ذلك في خلق بيئة خصبة للتطرف مع التأكيد على أهمية بناء بيئة فكرية داخل الجامعات قادرة على مقاومة الخطابات المتطرفة.
وتناولت الورشة عدة محاور حقوقية ومجتمعية من بينها تأثير العوامل النفسية والاجتماعية على سلوك الشباب وتحليل فقدان الانتماء المؤسسي واستعراض جهود الدولة العراقية والمنظمات الدولية في مكافحة التطرف إلى جانب دور الأستاذ الجامعي والطلبة في ترسيخ ثقافة الحوار والاعتدال.
وفي سياق الربط بين التطرف والاختصاصات العلمية قدّمت الورشة مقاربة فكرية لبيان تأثير البيئة العمرانية على الهوية والانتماء مشيرة إلى تجربة المعمار العراقي محمد مكية مؤسس قسم العمارة في جامعة بغداد عام ١٩٥٩ الذي دعا إلى إعادة إحياء القيم الإسلامية في العمارة، ودورها في تكوين فضاءات مجتمعية مقاومة للانغلاق الفكري كما دعت المحاضِرة إلى دمج موضوع التطرف العنيف ضمن المشاريع البحثية والتخرج في تخصصات الهندسة، الحقوق، الإعلام، الاجتماع والعمارة نظراً لطبيعة الظاهرة المتداخلة التي تتطلب تكامل الجهود الأكاديمية لفهمها والتصدي لها.
وفي ختام الورشة أكدت التدريسية أهمية تفعيل المراكز الطلابية داخل الجامعة كمحاور للحوار البناء وتعزيز المناهج الجامعية بمهارات التفكير النقدي مع دمج مفاهيم العمارة والتخطيط الحضري كوسائل للوقاية الفكرية كما أوصت بتوثيق تجارب المتأثرين بالتطرف، وتنظيم ورش دورية تجمع بين الأبعاد الحقوقية والهندسية لمواجهة هذه الظاهرة.
تأتي هذه الورشة ضمن خطة وحدة حقوق الإنسان، التي تهدف إلى دمج الوعي الحقوقي والوقاية الفكرية في البيئة الجامعية الهندسية، بما يسهم في تحقيق أمن معرفي ومجتمعي مستدام.
تحقق هذه الورشة عدداً من أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في الهدف الرابع التعليم الجيد فضلا عن الهدف العاشر الذي يدعو إلى الحد من أوجه عدم المساواة والهدف السادس عشر السلام والعدل والمؤسسات القوية .

