قدمت المدرس المساعد في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في جامعة بغداد, زينب ضياء بحثها الموسومة “ الاهمية الجيوسياسية لمنطقة الشرق الاوسط واثرها على التنافس الامريكي الروسي” العراق أنموذجا “ .

وهدف البحث الى دراسة موضوع توسط العراق القوس الممتد من وسط شبه جزيرة الأناضول حتى بحر العرب جنوب الجزيرة العربية، التي ارتكزت عليه الاستراتيجية الأمريكية لتربط بين منطقة الدفاع الأطلسي والتواجد في القرن الأفريقي من جهة فضلا عن وقوعه في منطقة الامتداد الجغرافي البري من منطقة القوقاز، حتى مشارق المحيط الهندي، أي أنه يتحكم في الأرض التي تفصل الخليج العربي من جهه وعن الإقليم الروسي من جهة أخرى.

كما أكدت الباحثة على ان العديد من الباحثين والمهتمين بالاستراتيجية الدولية اكدوا على أهمية موقع العراق الجغرافي، ولعل في مقدمتهم رواد الاستراتيجية الحديثة أمثال (سبيکمان وماکندر وسفر سیکي)، فعلى وفق نظرية (سیکمان)، فأن العراق يقع ضمن ما اسماه (الإطار الارضي)، ذو الأهمية الاستراتيجية، بحيث يشكل هلالا يحيط بالقلب الروسي، واعطى العالم (ماکندر) أهمية خاصة في نظرية (قلب العالم) وتنبأ له منذ عام ١٩٠٤ بمستقبل كبير، وكذلك العالم الروسي (سفر سيكي) في نظرية (القوة الجوية مفتاح البقاء) على أن العراق يقع ضمن منطقة المصير التي هي أهم المناطق من الناحية الاستراتيجية في العالم، بحيث أن من يسيطر عليها يصبح بإمكانه السيطرة على أجزاء العالم الأخرى، لذلك حاز العراق أهمية كبيرة من حيث موقعه في خارطة الاستراتيجية الدولية.

كما وضحت الباحثة الأهمية الاستراتيجية للعراق من خلال ما يؤكده صانع القرار الأمريكي فهذا (بروس رایدل) المساعد الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق (كلنتون) لشؤون الشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا في تصريحه أمام جماعة يهودية قائلا: “أن الاسباب التي جعلت من العراق مهما إلى هذا الحد للولايات المتحدة الأمريكية، والمنطقة والعالم باسره، انه يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، اذ يقع على حدود إيران وتركيا وسوريا والأردن والعربية السعودية والكويت أن هذه الأهمية الجغرافية الاستراتيجية مازالت اليوم كما كانت في الماضي”.

وتوصلت الباحثة الى مجموعة من التوصيات المهمة, والتي تتضمن عدم السماح بالمساس بسيادة العراق وعدم السماح بجعله ساحة لتصفية الحسابات خصوصا ان الولايات المتحدة الامريكية اصبحت تستهدف فصائل مسلحة مدعومة من ايران داخل الاراضي العراقية وهذا ما يمس بسيادة واستقلالية العراق حكومة وشعبا, فضلاً عن ضرورة عمل صانع القرار العراقي على اتباع سياسية الانفتاح الخارجي في علاقاته وتفعيل دور الدبلوماسية العراقية من خلال ابرام العديد من الاتفاقيات والتي تصب في تحقيق مصالح واهداف الحكومة العراقية.