ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة “مبدأ الحرب الناعمة في الاستراتيجية الإيرانية بعد عام ٢٠٠٣: المقومات ووسائل التنفيذ” للطالبة “فرح طارق مطلك” وبإشراف الاستاذ الدكتوره “اسراء شريف جيجان” .

وهدفت الاطروحة الى عرض التغيرات التي يشهدها العالم في إطار بحث الدول عن مصادر تعزز مكانتها وقدرتها على التأثير في استغلال الامكانات المادية والمعنوية لاسيما، مع التطور في وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة وسهولة جمع المعلومات والوصول اليها في إطار الحروب الجديدة، بعيداً عن الاساليب العسكرية والتهديد بشكل مباشر وظهور ادوات واساليب ممثلة بالعوامل الثقافية، والايديولوجية، والاقتصادية، والسياسية، (الدبلوماسية)، ودورها الفاعل في كسب وجذب الآخرين ومن ثم الحصول على تأييد على مستوى الداخل وعلى مستوى الخارج (اقليمياً ودولياً) ممثلاً بدولة (ايران).

وتضمنت الاطروحة توضيح معنى الحرب الناعمة التي ظهر الاهتمام بها بعد عام ٢٠٠٣ نتيجة الاحداث المتواترة في المنطقة واعلانها بشكل فاعل في خطاب المرشد الاعلى لجمهورية ايران الاسلامية (علي خامنئي) الذي يمثل قمة هرم السلطة في ايران وكيفية توظيف الايديولوجية وتصدير الثورة الاسلامية من بما يضمن تحقيق الاستقرار والتوازن على مستوى الداخل، ومن ثم الانطلاق اقليمياً لممارسة دور وتأثير في مجالها الحيوي بتفعيل دور الحرب الناعمة بما يمنحها مكانة استراتيجية لايستهان بها في اي توازن استراتيجي او معادلة اقليمية، وكسب الاطراف الدولية.

وتوصلت الاطروحة الى عدد من التوصيات ابرزها, إن إيران دولة ذات أهمية ووزن كبير في المنطقة ولها مكانة ذات مغزى في استراتيجيات الدول العظمى؛ لما تتمتع به من إمكانيات وثروات طبيعية وموقع جيوستراتيجي ولقد شهدت مرحلة الألفية الجديدة خاصة بعد عام ٢٠٠٣ متغيرات وتطورات أهمها (الاحتلال الأمريكي للعراق) وماانتج عنه من فراغ استراتيجي في المنطقة وضروة ان تمليه في اتاحتها فرصة سانحة لتحقيق المشروع الإقليمي الإيراني الذي بدأ في التفكير جديا في التوسع والتمدد بعد إطاحة الولايات المتحدة الأمريكية حكم طالبان عام ٢٠٠٢، الذي مثل تحدي لإيران من جهة الشرق بعد أحداث ١١ ايلول ٢٠٠١.

وفي نهاية المناقشة منحت بجنة المناقشة الباحثة درجة الدكتوراه وبتقدير “جيد جداً عالي”