جرت في كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية بجامعة بغداد مناقشة أطروحة دكتوراه في قسم الجغرافية، تخصص الجغرافية البشرية، بعنوان ( تحليل كفاءة الصناعات الكيمياوية واتجاهاتها المكانية في العراق).
هدفت الأطروحة إلى تحليل كفاءة الصناعات الكيمياوية في العراق واتجاهاتها المكانية، من خلال دراسة توزيع هذه الصناعات على مستوى المحافظات، وتحديد أثرها في تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي في مناطق وجودها. كما سعت إلى الإجابة عن عدد من التساؤلات حول توفر مقومات التوطن الصناعي، وأنماط التوزيع الإقليمي لتلك الصناعات من حيث التخصص والتنوع والتركز والتشتت.
تضمنت الدراسة تحليل البنية الصناعية للصناعات الكيمياوية في العراق، مع تقييم الكفاءة الاقتصادية والاجتماعية والإنتاجية، وصولًا إلى الكفاءة العامة، وذلك باستخدام أدوات وأساليب التحليل الجغرافي الكمي والنوعي.
وتوصلت الأطروحة إلى عدد من النتائج المهمة، من أبرزها: أن بعض الأنشطة الكيمياوية تمتد جذورها إلى حضارة وادي الرافدين القديمة، مثل صناعة الأدوية والقير والصابون، في حين أُنشئت صناعات أخرى في بدايات الدولة العراقية الحديثة. كما أظهرت الدراسة أن معظم محافظات العراق تمتلك مواد أولية متنوعة – لا سيما النفط الخام – يمكن استثمارها في دعم الصناعات الكيمياوية، فضلًا عن توفر سوق استهلاكية واسعة تمثل عاملاً مشجعًا لتطور هذا القطاع الصناعي.
أوصت الدراسة بضرورة إعادة النظر في سياسات التوزيع الصناعي في العراق، والعمل على استثمار الموارد المحلية بشكل أفضل، وإنشاء مناطق صناعية متخصصة بالصناعات الكيمياوية، تسهم في تحقيق تنمية إقليمية متوازنة وزيادة فاعلية القطاع الصناعي في دعم الاقتصاد الوطني.
يحقق هذا النشاط هدفين من أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في الهدف الرابع الذي يدعو إلى التعليم الجيد فضلا عن الهدف التاسع الصناعة الابتكار والبنية التحتية .

