ناقشت كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية بجامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة (المنهج النقدي في كتب تفسير آيات الأحكام عند المدرستين – دراسة تحليلية مقارنة) للطالبة شيماء جاسم محمد من قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية.
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على التشريع الإسلامي المتأتي من آيات الأحكام في القرآن الكريم، وتحليل التفسيرات التي قدمها المفسرون من مختلف المدارس الإسلامية، مع تتبّع المراحل التاريخية التي تبلور فيها مفهوم التفسير منذ عهد الرسالة الشريفة. كما هدفت إلى بيان المناهج التفسيرية التي اتبعها العلماء في تفسير آيات الأحكام، والكشف عن أسباب اختلاف النصوص التفسيرية وتحليلها وفق أسس علمية ومنهجية دقيقة.
واعتمدت الباحثة في دراستها على المنهج التحليلي الذي يقوم على تفكيك العناصر الأساسية وتحليل العلاقات القائمة بينها، بالاعتماد على التفكير الاستدلالي والمنطقي في عرض النتائج والمناقشة.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أبرزها أن المدرسة الإمامية أولت العقل دوراً محورياً في عملية التفسير، ولا سيما في تحليل المفاهيم العقائدية مثل التوحيد والعدل الإلهي، مع الجمع بين العقل والنقل، في حين اعتمدت مدارس الجمهور على النقل مما ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة من بعده. كما بينت النتائج أن من أوجه الخلاف بين المدرستين هو اختلافهما في الموقف من روايات الصحابة، إذ يرى فقهاء الجمهور عدالة جميع الصحابة، في حين يميز فقهاء الإمامية بينهم في الأخذ بالروايات.

