ناقش قسم الآثار في كلية الآداب بجامعة بغداد أطروحة الدكتوراه للطالبة “ختام مهدي عبد الأمير” حملت عنوان: “الكشاكيل (وعاء الصدقات) في متحف الكفيل – دراسة آثارية فنية”، بحضور نخبة من الأساتذة والباحثين المختصين في مجال الآثار والفنون الإسلامية.
وهدفت الأطروحة إلى الكشف عن الجوانب التاريخية والفنية والرمزية لوعاء الصدقات المعروف بـ”الكشكول”، وتتبع جذور تسميته واستعمالاته في العصور الإسلامية، لا سيما بين أوساط المتصوفة والدراويش. كما هدفت إلى تحليل تقانات الصناعة والزخرفة المستعملة في هذه الأوعية، سواء الخشبية منها المصنوعة من جوز الهند، أو المعدنية المصنوعة من النحاس والقصدير والفضة والحديد، مع التركيز على الدلالات الصوفية المتجسدة في أشكالها وزخارفها.
وفي الختام توصلت الأطروحة إلى أن “الكشكول”ليس مجرد وعاء مادي لحفظ الصدقات، بل هو أداة رمزية عميقة تجسد مفاهيم النجاة والتطهر والارتحال الروحي لدى المتصوفة. وقد كشفت الأطروحة أن العديد من هذه الأوعية وصلتنا من خلال وصايا الدراويش بعد وفاتهم، حيث كانوا يوصون بإهدائها إلى العتبات المقدسة في العراق وإيران، لِما تحويه من مقتنيات ثمينة تعبّر عن زهدهم وتفانيهم الروحي.
كما بيّنت الدراسة أن بعض الكشاكيل صنعت من معادن ثمينة كالذهب والفضة، مما يشير إلى أن طائفة المتصوفة لم تكن قاصرة على الدراويش الفقراء، بل شملت أيضاً فئات من الأمراء والأثرياء. ومن أبرز ما ميّز هذه التحف هو استعمال الخط الفارسي (النستعليق) في الكتابات التي زخرفتها، ما يضفي عليها بُعداً فنياً وخطياً مميزاً.
ويحقق هذا النشاط احد اهداف التنمية المستدامة المتمثلة في الهدف الرابع الذي يدعو الى التعليم الجيد.

